مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب.
رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====السؤال: نعود مع مطلع هذه الحلقة إلى رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين رمز إلى اسمه بالحروف (ق. م. ع) أخونا عرضنا بعض أسئلة له في حلقة مضت، وفي هذه الحلقة يسأل سماحتكم فيقول: عاهدت الله بأن أترك معصية كنت أقترفها، فابتعدت عنها ثم عدت إليها، ماذا يلزمني؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فالواجب عليك التوبة إلى الله سبحانه؛ لأن المعصية يجب تركها والحذر منها، وعلى المؤمن أن يوفي بالعهد، قال الله سبحانه: وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا [الإسراء:34]، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من صفات أهل النفاق أنهم إذا عاهدوا غدروا، فالواجب عليك التوبة إلى الله سبحانه والحذر من هذه المعصية وعدم العود إليها، والله يتوب على التائبين عز وجل، يقول سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31]، فكل من اقترف معصية فعليه التوبة إلى الله منها: بالندم على الماضي، والعزم الصادق ألا يعود فيها، مع الإقلاع منها وتركها والحذر منها؛ خوفاً من الله وتعظيماً له سبحانه وتعالى وإخلاصاً له جل وعلا، وأعظم ذلك الشرك وهو أعظم الذنوب ومن تاب تاب الله عليه.
هكذا المعاصي من الزنا وشرب المسكر، عقوق الوالدين، أكل الربا.. إلى غير هذا، الواجب التوبة إلى الله من ذلك، التوبة الصحيحة المستوفية للشروط، وذلك بالندم على الماضي الندم الصادق والحزن على ما مضى، الشرط الثاني: الإقلاع منها والحذر، الشرط الثالث: العزم الصادق ألا تعود فيها، وبذلك تمحى عنك وتغفر له؛ فضلاً من الله سبحانه وتعالى.
وإذا كانت المعصية تتعلق بحق المخلوقين: كالسرقة والغصب والظلم بالعرض؛ فلا بد من استحلالهم أو إعطائهم حقهم، تعطي حقه المخلوق أو تستحله تقول له: سامحني أو تعطيه حقه، فإذا سامحك؛ سقط الحق، أو أعطيته حقه؛ سقط الحق مع التوبة والندم، إلا ما يتعلق بالعرض إذا لم يتيسر استسماحه؛ لأنك تخشى إن أخبرته مفسدة كبرى فإنك تستغفر له تدعو له تذكره بالمحاسن التي تعرفها منه، تذكره بصفاته الطيبة التي تعرفها عنه في المجالس التي اغتبته فيها، هذه بهذه، تذكر محاسنه. خصاله الطيبة في المجالس التي حصلت فيها الغيبة.
الجواب: الصلاة في البيت لا تجوز، بل الواجب الصلاة في الجماعة لمن قدر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر، قيل لـ
وهؤلاء الذين يصلون في البيت والمسجد منهم قريب، هؤلاء قد عصوا الله وظلموا أنفسهم، فالواجب التوبة إلى الله والبدار إلى صلاة الجماعة، نسأل الله لنا ولهم الهداية.
الجواب: السنة رفع الصوت بالأذكار كلها بعد الصلوات، بعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (إن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم)، ويقول رضي الله عنه: (كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته) يعني: يسمع صوت الذاكرين بعد السلام؛ فيعلم أنهم انصرفوا، كان صبياً صغيراً قد لا يحضر صلاة الجماعة، فيسمع أصواتهم وهو خارج المسجد، وكان حين توفي النبي صلى الله عليه وسلم قد راهق الاحتلام، وهذا الكلام قاله في حال صغره.
فالمقصود أنه صلى الله عليه وسلم كان يرفع الصوت بالذكر وهكذا الصحابة بعد السلام، ولهذا سمعه الصحابة ونقلوا ذكره صلى الله عليه وسلم، سمعوه يقول إذا سلم: (أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام)، وسمعوه يقول إذا انصرف إلى الناس وأعطاهم وجهه: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد).
أخبر الصحابة عن النبي عليه الصلاة والسلام بهذا: ثوبان أخبر عن بعض هذا، وابن الزبير عن بعض هذا، والمغيرة بن شعبة كذلك، كلهم أخبروا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يسمعونه يأتي بهذه الأذكار.
وهكذا التسبيح يشرع بعد كل صلاة من الخمس أن يقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة، سبحان الله والحمد لله والله أكبر يكررها ثلاثاً وثلاثين مرة، النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن من فعل ذلك وختمها بكلمة التوحيد؛ يغفر له، فقال صلى الله عليه وسلم: (من سبح الله ثلاثاً وثلاثين وحمد الله ثلاثاً وثلاثين وكبر الله ثلاثاً وثلاثين، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير؛ غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) هذا فضل عظيم، ولما جاءه فقراء المهاجرين، وقالوا: (يا رسول الله ذهب أهل الدثور -أي: الأموال- بالدرجات العلى والنعيم المقيم؛ يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون ولا نتصدق، ويعتقون ولا نعتق ..) يعني: ما عندنا مال، هم يتصدقون ولا نتصدق وهم يعتقون واحنا ما نعتق ما عندنا أموال، فقال عليه الصلاة والسلام: (ألا أدلكم على شيء تدركون به من سبقكم وتسبقون من بعدكم، ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثلما صنعتم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: تسبحون وتحمدون وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين مرة).
هذا يدل على فضل هذا التسبيح والتحميد والتكبير، وأنه يختمه بلا إله إلا الله -يعني: يختم المائة- بلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، أو يزيد في التكبير تكبيرة يكون التكبير أربع وثلاثين يكمل المائة، كل هذا وارد عن النبي عليه الصلاة والسلام.
ويستحب هذا الذكر عند النوم أيضاً، عند النوم يسبح ثلاثاً وثلاثين ويحمد ثلاثاً وثلاثين ويكبر أربعاً وثلاثين الجمع مائة عند النوم، يستحب هذا لأن النبي صلى الله عليه وسلم علمه علياً وفاطمة رضي الله عنهما عند النوم، وهو تعليم لهما ولغيرهما من الأمة، التعليم لـعلي ولـفاطمة تعليم للأمة كلها.
المقدم: جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم، إذاً كونه بصوت عالٍ جماعة غير مشروع سماحة الشيخ؟
الشيخ: مشروع، لكن وسط، يسمعه من حولهم يسمعه من خارج المسجد أنهم سلموا، ما فيه شيء يعني صوت عادي مسموع.
المقدم: بأسلوب جماعي أو كل فرد؟
الشيخ: كل واحد بنفسه، كل واحد يذكر الله بنفسه ما هو بجماعي، ليس بجماعي.
الجواب: مسح العينين بأطراف السبابتين هذا لا أصل له عند الأذان، بل هذا من البدع، والحديث لا صحة له.
الجواب: صلاة الضحى سنة مؤكدة، وقد أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم أبا هريرة وأبا الدرداء ، وصلاها صلى الله عليه وسلم في بعض الأحيان، وتقول عائشة رضي الله عنها: (كان صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى أربعاً ويزيد ما شاء الله) رواه مسلم في الصحيح، وصلاها يوم الفتح ضحى ثمان ركعات يسلم من كل ثنتين عليه الصلاة والسلام، وقال عليه الصلاة والسلام: (يصبح على كل سلامى من الناس صدقة) والسلامى: المفصل، (يصبح على كل سلامى من الناس صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تهليلة صدقة، والأمر بالمعروف صدقة، والنهي عن المنكر صدقة، ويكفي من ذلك ركعتان تركعهما من الضحى) هذا فضل عظيم، ركعتان من الضحى تؤديان هذه الصدقات، فصلاة الضحى سنة مؤكدة كل يوم، ومن قال: إنها بدعة أو لا تفعل إلا بعض الأحيان فقد غلط، الصواب: أنها سنة تفعل في البيت أفضل، أقلها ركعتان، ولو صلى أربعاً أو ستاً أو ثماناً أو أكثر، فكله طيب، لكن أقلها ركعتان، وإن زاد وسلم من كل ثنتين؛ فهذا خير، ولهذا ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه صلاها أربع ركعات وصلاها ثمان ركعات، يسلم من كل ثنتين عليه الصلاة والسلام.
فالمشروع للمؤمن والمؤمنة المحافظة على صلاة الضحى، هذا هو السنة، وأقل ذلك ركعتان، نعم.
والأفضل عند شدة الضحى، لقوله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال)الأوابين يعني: الرجاعين إلى الله أهل العبادة، صلاتهم عند شدة الضحى عند ارتفاع الضحى، إذا اشتد حر الأرض على فصال الإبل، يعني: أولاد الإبل، (صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال) يعني: قبل الظهر بساعتين بساعة ونص ثلاث ساعات، هذا هو الأفضل، وأول وقتها عند ارتفاع الشمس، فإذا صلاها بعد ارتفاع الشمس حصل المقصود، وإذا صلاها إذا رمضت الفصال؛ فهذا أفضل وإن صلى في وقتين فكله خير.
الجواب: إذا كان هذا المسجد مصلى عادي فلا بأس، تجلس فيه الحائض والنفساء والجنب لا بأس، أما إذا كان مصلى للصلوات الخمس مسجد بني للصلوات الخمس الدائرة تدور فيه الصلوات الخمس مسجد؛ هذا لا تجلس فيه الحائض ولا النفساء ولا الجنب، أما المصلى العادي غرفة يصلون فيها أو صالة يصلون فيها؛ هذه ليس لها حكم المساجد، لا بأس أن تجلس فيها الحائض والنفساء والجنب، وليس فيها تحية مسجد.
المقدم: جزاكم الله خيراً، إذاً المصلى الذي في مدرسة البنات يقال له: مصلى أو مسجد سماحة الشيخ؟
الشيخ: يقال له مصلى، إلا إذا كان معداً للصلوات الخمس مسجد يصلى فيه الصلوات الخمس مبني وموقوف مسجد يصلى فيه أو للظهر فقط؛ فهذا له حكم المساجد، أما إذا كان مصلى عادي من الغرف أو صالة من الصالات هذا يسمى مصلى.
المقدم: من المعلوم أن مدارس البنات لا تبقى أربعاً وعشرين ساعة؛ فحينئذ يكون مصلى.
الشيخ: المعروف أنه مصلى غرفة من الغرف أو صالة من الصالات يصلون فيها، ليس لها حكم المساجد.
الجواب: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة)، بعد الإقامة ما في نافلة، إذا أحرم قبل الإقامة ثم أقيمت يقطع الصلاة، فالمقصود بعد الإقامة لا نافلة يتهيأ للفريضة، ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم: (إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة)، فإذا أقيمت الصلاة وهو في النافلة فإنه يقطعها ويتهيأ للفريضة، إلا إذا كان في آخرها قد انتهى من الركوع الثاني قد ركع الركوع الثاني كملها؛ لأنها انتهت حينئذ.
الجواب: السبب -والله أعلم- ما في القلب من القسوة وآثار الذنوب السابقة، فإذا منحك الله الإحساس بعظم الذنب والشعور بالخطر؛ فإنك بذلك تجدد توبة صادقة، مضمونها الندم على الماضي الندم الصادق والحزن، والإقلاع من الذنب وتركه خوفاً من الله وتعظيماً له، والعزم الصادق ألا تعود فيه، ونوصيك بالإكثار من قراءة القرآن، والإكثار من ذكر الله ومجالسة الأخيار، عليك بمجالسة الأخيار الطيبين، جالسهم حتى تستفيد من صفاتهم وأخلاقهم، وعليك بالإكثار من الاستغفار، وسؤال الله أن يمن عليك بالتوبة النصوح، وأن يصلح قلبك، وأن يعمره بالتقوى والخشية لله اجتهد في هذا، وأكثر من قراءة القرآن بالتدبر والتعقل؛ حتى تعرف ماذا أعد الله للمؤمنين من الخير العظيم، وما أعد للكافرين من الشر العظيم، واضرع إلى الله أن يصلح قلبك وأن ينوره بالإيمان، وأن يعمره بخشية الله؛ وبهذا تجد إن شاء الله الإحساس الصادق بخطر الذنب، وتجد أيضاً الإحساس بشدة الحاجة إلى التوبة النصوح التي لا يخالطها إصرار على المعصية.
الجواب: ليس لهما استغلال الأرضين من أجل الدين، الغلة تكون لك، وتحسب من الدين، تحسب عليهما من الدين، وإذا شرطا ذلك عليك فهو ربا لا يجوز، وإذا أعطيتهما ذلك من أجل إنظارك فهو ربا، الغلة لك والرهان في الرقبة رقبة الأرض رهن لهما، أما الغلة فتكون لك على حسب المعتاد بالنصف بالثلث بالربع بينك وبينهم، أما أن تعطيهم الغلة من أجل إنظارك فهذا هو الربا، فعليك أن تتصل بهما وأن تحاسبهما في ذلك، وإن أبيا فالمرجع إلى المحكمة، تنظر في أمركما، المقصود أنه ليس لك أن تتعاقد معهما على هذا، وهذا من الربا.
أما لو أعطيتهما بعد الوفاء شيئاً من غير شرط ولا مواطأة لا بأس، لو أعطيت صاحبك الدين الذي عليك ثم أحسنت إليه بشيء من دون شرط ولا مواطأة لا بأس، الإنسان أقرضك ألف ريال، وبعدما أوفيته الألف الريال زدته شيئاً من دون شرط ولا مواطأة لا بأس، (إن خيار الناس أحسنهم قضاءً) يقوله النبي صلى الله عليه وسلم، أو إنساناً أنظرك في دين عليك؛ ثم أوفيته حقه وزدته من دون شرط ولا مواطأة ولا شيء، بل لمقابل إحسانه لا بأس (إن خيار الناس أحسنهم قضاءً).
الجواب: ما أذكر شيئاً، لا أذكر شيئاً.
الجواب: صلاة الركعتين بعد الأذان مستحبة، أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صلوا قبل المغرب صلوا قبل المغرب، ثم قال في الثالثة: لمن شاء)، وكان الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم إذا أذن المؤذن قاموا وصلوا ركعتين، فهي سنة، بعد الأذان يسن لمن كان في المسجد أن يصلي ركعتين قبل الإقامة، ومن أنكر ذلك فقد جهل السنة.
الجواب: نعم، سجود التلاوة ليس له وقت نهي؛ لأنه ليس بصلاة، إذا قرأت بعد العصر أو بعد الفجر فاسجد؛ لأنه خشوع لله وذل وانكسار ليس صلاة، هذا هو الصواب، فإذا قرأ الإنسان سجدة من آيات السجود سجد بعد العصر أو بعد الفجر، ثم أيضاً هي من ذوات الأسباب، لو كانت صلاة هي من ذوات الأسباب، سببها أنك قرأت الآية التي فيها السجدة فتسجد، هذا هو السنة.
الجواب: لا أعلم فيه بأساً، النوم بعد الصلاة لا أعلم فيه بأساً ولا حرج، لكن الجلوس بعد الصلاة للذكر والاستغفار والقراءة حتى ارتفاع الشمس، هذا أفضل، كان النبي يفعله عليه الصلاة والسلام، فهذا أفضل، ولو نام لا حرج عليه لا أعلم فيه حرجاً؛ لأن الأصل أنه لا ينهى عن شيء إلا ما نهى الله عنه ورسوله، فإذا جلس الإنسان في مصلاه يذكر الله أو يقرأ حتى ترتفع الشمس، هذا أفضل، تأسياً بالنبي عليه الصلاة والسلام، وإذا خرج إلى بيته أو إلى أعماله أو نام؛ فلا حرج في ذلك والحمد لله.
الجواب: التيمم كالوضوء، هذا هو الأصح من أقوال أهل العلم؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الصعيد وضوء المسلم، وإن لم يجد الماء عشر سنين)، ويقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً)، فسمى ترابها طهوراً، فإذا تيمم للظهر وجاء العصر وهو على طهارة؛ صلى بالتيمم العصر إذا كان معذوراً لمرض يضره الماء أو لعدم وجود الماء، فالمقصود أن التيمم يقوم مقام الماء، فإذا تيمم لصلاة الضحى وجاء الظهر صلى به، أو تيمم للظهر وجاء العصر وهو على طهارة صلى به وهكذا كالماء، إلا إذا وجد ما يبطل التيمم كوجود الماء أو كونه مريض يضره الماء ثم شفي يستعمل الماء.
المقدم: جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم.
سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: نرجو ذلك.
المقدم: اللهم آمين. مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، شكراً لسماحة الشيخ، وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر