ويجب على من أراد أن يوقف مالاً في سبيل الله أن يحذر أن يوقف شيئاً لأمور لا ترضي الله جلَّ وعلا، وعلى من تولوا أمور الوقف أن يتقوا الله، ويحفظوا الأمانة المنوطة بأعناقهم.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً تبلغ الفردوس من جِنانه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله الداعي إلى سبيل الله ورضوانه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأنصاره وأعوانه، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعــد:
فأوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله عزَّ وجلَّ، فاتقوا الله -رحمكم الله- فتقواه سبحانه هي الذُّخر الباقي، والدرع الواقي، من اتقى الله وقاه، ومن اعتمد عليه كفاه، ومن لاذ به حفظه وحماه.
أيها المسلمون: الإسلام دين الكمال والشمول، كمال وشمول يُساير متطلبات الفرد، وحاجات الأمة، ويُحقق العزة والكرامة لأهل الإسلام في دارهم الدنيا والآخرة، دينُ حقٍّ جاء بكل ما يُوثِّق عُرى التواصل بين المسلمين، ويقوِّي آواصر التكافل بين المؤمنين، حوى كل سُبل الخير، وشمل جميع أنواع البر: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة:2] .
لكي يتجسد هذا التعاون، وتتجلى صور البر والتكامل، فليتأمل المتأمل! فيما وضع الله في الناس من مواهب وقدرات، لقد قسَّم سبحانه بينهم تلك المواهب والقدرات: لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [الزخرف:32] .
الناس بحكمة الله ورحمته وعدله يختلفون في مواهبهم وطاقاتهم وعقولهم وجهودهم وهِمَمهم وأعمالهم، منهم من يفتح الله على يديه: وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:3] يوسع عليه رزقه، ويبسط له في ماله، وفئات أخرى قد قُدِّر عليها رزقُها، وقلَّت مواردها، إما لنقصٍ في قُدراتها، وإما لعجزٍ في مدركاتها، وإما لإعاقاتٍ في أبدانها، فيها الصِّغار والقُصَّار، وفيها أصحاب العاهات والإعاقات، لا يقدرون على مباشرة حرف، ولا يحسنون صنائع.
إن التكافل في أجلى صوره، والتعاون في أوضح معانيه، يتجلَّى في رعاية أحوال أصحاب هذه الفئات العاجزة، والقدرات القاصرة، في أبدانها وعقولها .. عاجزة عن تحصيل المال، غير قادرة على موارد الكسب، إنَّ لهذه الفئات نصيباً في أيدي قادرين، وحقاً في هذه الأموال المتكاثرة والثروات المتنامية.
وإن الإحسان في الإسلام واسع الأبواب، متعدد الطرق، متنوع المسالك: لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ [البقرة:177] .
أيها الإخوة: وهذه وقفة مع صورة كُبرى من صور البر والإحسان في الإسلام، صُورة تُغطِّي جانباً من جوانب التكافل، وتُعالج معالجةً حقيقةً كثيراً من حاجات المجتمع واحتياجاته.
صورة تبرز ما للمال من وظيفةٍ اجتماعية تحقق الحياة الكريمة، وتدفع وطأة الحاجة، وينعم المجتمع كله بنعمة الأُخوة الرحيمة، والألفة الكريمة.
صورة يجد فيها العاجز المحتاج في مجتمعه مَن يُشاطره آلامَه وهمومَه، ويفرج عنه أحزانَه وغمومَه.
تلكم هي -أيها الإخوة-: الأوقاف والأحباس.
الأوقاف تبرز التعاون بنوعَيه، وتجسد التكافل بمسلكَيه:
1- التعاون بين عموم المسلمين.
2- والتكافل بين الأسر والأقارب.
الوقف من أفضل الصدقات، وأجلَّ الأعمال، وأبرَّ الإنفاق، وكلما كان الوقف أقرب إلى رضوان الله، وأنفع لعباد الله، كان أكثر بركة وأعظم أجراً.
الوقف في الدنيا بر الأصحاب والأقارب، وفي الآخرة تحصيل الثواب وطلب الزلفى من رب الأرباب عز وجل .
الوقف انتفاع دارٌّ متواصل على طبقات المحتاجين، من الأقربين والأبعدين، من الأحياء والميتين.. إنه عمل صالح، ومسلك رابح.
الأوقاف تُجسِّد مسئولية القادرين على القيام بمسئولياتهم: وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ [القصص:77] إحسانٌ بالقول والمال والعمل.
في الوقف ضمانٌ لحفظ المال، ودوام الانتفاع به، وتحقيق الاستفادة منه مُدَداً طويلة، وآماداً بعيدة.
ووقف أبو بكر رضي الله عنه رِباعاً له بـمكة على الفقراء، والمساكين، وفي سبيل الله، وذوي الرحم القريب والبعيد.
ووقف عثمان ، وعلي ، والزبير رضي الله عنهم أجمعين.
ووقف من أمهات المؤمنين: عائشة ، وأم سلمة ، وصفية ، وأم حبيبة رضي الله عنهن.
وخالد رضي الله عنه احتبس أدْرُعَه وعتاده في سبيل الله.
يقول جابر رضي الله عنه: [[ما بقي أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم له مقدرة إلا وقف ]] .
ويقول الإمام الشافعي رحمه الله: "لقد حفظنا الصدقات من كثير من المهاجرين والأنصار، لقد حَكَى لي عدد كثير من أولادهم وأهليهم أنهم لم يزالوا يلُون صدقاتهم حتى ماتوا، ينقل العامة منهم عن العامة، لا يختلفون فيه".
وسار من بعدهم الأغنياء والموسرون من المسلمين، فأوقفوا الأوقاف، وأشادوا الصروح، بنوا المساجد، وأنشئوا المدارس، وأقاموا الأربطة.
وثمة دافع آخر وهو: الدافع الأسري العائلي؛ إذ تتحرك عنده مشاعر القُربى، وعواطف الرحمة، فيندفع ليؤمِّن لذريته مورداً ثابتاً يعينهم على نوائب الدهر، وتقلبات الزمن، فيحميهم -بإذن الله- من الفاقة، أخذاً من عموم قوله صلى الله عليه وسلم: (إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس ) بل إن من هؤلاء الأغنياء الحكماء قد يتوجسون خيفة من أن بعض الذرية لا يحسن التصرف في الثروة، أو يخشى عليهم الخلاف والنزاع والفرقة، فمن أجل مصلحتهم ومصلحة ذرياتهم وأقاربهم يُوقفون بعض الأعيان والأصول ليحفظ الثروة من الضياع، ويكف الأيدي من التلاعب، وبهذا يكون النفع مستمراً، والفائدة متصلة غير منقطعة.
قال بعض أهل العلم: الوقف شُرِع لمصالح لا توجد في سائر الصدقات، فإن الإنسان رُبَّما صرف مالاً كثيراً ثم يُفنى هذا المال، ثم يحتاج الفقراء مرة أخرى، أو يأتي فقراء آخرون فيبقون محرومين، فلا أحسن ولا أنفع للعامة من أن يكون شيءٌ حبساً للفقراء وأبناء السبيل، يُصْرَف عليهم من منافعه ويبقى أصله.
في الوقف تطويل لمدة الانتفاع من المال، فقد تُهَيَّأ السبل لجيلٍ من الأجيال لجمع ثروةٍ طائلة، ولكنها قد لا تتهيأ للأجيال التي بعده؛ فبالوقف يمكن إفادة الأجيال اللاحقة بما لا يضر الأجيال السابقة.
لقد كان للوقف أثراً عظيماً في نشر الدين، وحمل رسالة الإسلام، ونشاط المدارس، والحركة العلمية في أقطار المسلمين وأقاليمهم، في حركة منقطعة النظير غير متأثرة بالأحداث السياسية والتقلبات الاجتماعية، فوفَّرت للمسلمين نتاجاً علمياً ضخماً، وتراثاً إسلامياً خالداً، وفحولاً من العلماء برزوا في تاريخ الإسلام؛ بل في تاريخ العالم كله.
في الوقف: تحقيق مصالح للأمة، وتوفير لكثير من احتياجاتها، ودعم لتطورها ورقيها وصناعة حضارتها.
إنه يوفر الدعم المادي للمشروعات الإنمائية والأبحاث العلمية.
إنه يمتد ليشمل كثيراً من الميادين والمشروعات التي تخدم في مجالات واسعة وميادين متعددة ومتجردة.
إن المساجد ما كانت لتُعْمَّر وتنتشر هذا الانتشار في تاريخ الإسلام كله إلا بطريق الأوقاف.. أوقاف يُصْرَف ريعها من أجل حفظ كتاب الله.. وكتابته وطباعته ونشره، ويُصْرَف في الدراسات القرآنية, وخدمة علوم السنة وسائر فروع علوم الشريعة.
الأوقاف دعامة من الدعامات الكُبرى للنهوض بالمجتمع، ورعاية أفراده، وتوفير الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية.
بالأوقاف تُبْنَى مَصَحَّات ومستشفيات، يُراعى فيها أحوال الفقراء وذوي الدخول المتدنية.
تُشاد بها دور وملاجئ وأربطة تحفظ اليتامى، وتؤوي الأرامل، وتقي الأحداث مصارع الضياع، نُزُلٌُ وفنادق تؤوي المنقطعين والمحتاجين من الغرباء وأبناء السبيل، مؤسسات إغاثية ترعى المنكوبين من المسلمين في كل مكان، صناديق أوقاف لإعانة المعسرين وتزويج غير القادرين.
تقوم على الأوقاف مدارس وجامعات، وعلوم وأبحاث، ذوو اليسار والغنى، يمدون المؤسسات والصناديق الوقفية بأموالهم، والخبراء والمتخصصون والمتفرغون الموثوقون يديرون هذه المؤسسات والصناديق بشروط دقيقة، وأنظمة شاملة، على ما يقتضيه الشرع المطهر.
أيها المسلمون: إن الإسلام بتاريخه وحضارته قد تميزَّ فيما تميز بما أبرزه المسلمون من أوقاف على مساجدهم ومدارسهم وطلبة العلم فيهم، وذوي الحوائج منهم، مما كان له الأثر البالغ في نشر الإسلام، وتنشئة المسلمين على العلم والصلاح، وحفظ كرامة المحتاجين، ورعاية الأقربين، وحفظ أصول الأملاك، فأغنت -بإذن الله- وأغاثت وأعفَّت وعاشوا أعزة لا يمدون يداً للئيم.
وبعد أيها الإخوة: ففي نظرة عاقلة متبصرة يتبين أن مال الإنسان ما قدَّمه لنفسه ذخراً عند ربه: وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ [الأنعام:94] .
وفي الحديث الصحيح: (يقول ابن آدم: مالي مالي! وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدَّقت فأبقيت، وما سوى ذلك فذاهب وتاركه للناس ).
وفي الحديث الآخر: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به بعده، أو ولد صالح يدعو له ) والإنسان ينتقل من دنياه غنياً عما خلف، فقيراً إلى ما قدم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ [البقرة:272] .
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي محمد صلى الله عليه وسلم.
وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً تُقرب لديه الزلفى، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله، الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الأصفياء، وأصحابه النجباء، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ومن سار على نهجهم واقتفى.
أما بعــد:
وليحذر مما يفعله بعض الواقفين من المقاصد السيئة الذين يجعلون من الوقف ذريعةً لحرمان بعض الذرية، فيحرِمون البنات، أو يجعلون القسمة ضيزى بين الذكور والإناث: وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً [النساء:9] .
لقد كثرت هذه المآثم حتى شوَّهت الأوقاف، وأخفت في بعض الأحيان خيراتها ومنافعها، ولقد ظهر شيء من هذا الانحراف في أواخر عهد الصحابة رضوان الله عليهم حتى قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها منكرة على هؤلاء فعلتهم قالت: [[ما وجدت للناس مثلاً اليوم في صدقاتهم إلا كما قال الله عز وجل: وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا [الأنعام:139] والله إنه ليتصدق الرجل بالصدقة العظيمة على ابنته فتُرَى غَبارَة -أي: نضارة- صدقته عليها، وتُرَى ابنته الأخرى، وإنه لتُعْرَف عيها الخصاصة -أي: المجاعة وشدة الحاجة- لِما أبوها أخرجها من صهرته ]].
يا نظراء الأوقاف! إن في أعناقكم صِغاراً وقُصَّاراً، وعجزة وأرامل، لا يحسنون التصرف في الأموال، ولا يقدرون على الإحسان بالأعمال، بل لعلهم لا يعرفون ما الذي لهم، إن في أماناتكم فقراء في أشد الحاجة إلى سد العَوَز.
أيها الإخوة: إن الخونة من النُّظَّار ومتولي الأوقاف أشد جُرماً من اللصوص وقطَّاع الطريق.
إن اللص يحتال ويسلب من غيره؛ ولكنَّ هذا الخائن يسلب مما هو مؤتَمَن عليه، اللص ضرره على الأحياء، أما هذا الخائن فضرره على الأحياء والأموات، اللص لا يسطو في الغالب إلا على مَن هم مظنة الغنى والثراء، أما هذا المجرم الأثيم فيسطو على حقوق الأرامل واليتامى والمساكين، يقطع ما أمر الله به أن يوصل.
ما أعظم ذنب الخونة هؤلاء! وما أشد وزرهم! جعلوا غلات الأوقاف نهباً لهم ولمن حام حولهم؛ فنُهِبَت الأراضي، وخُرِّبت الدور، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!
وعلى قضاة المسلمين -وفقهم الله وأعانهم- أن يولوا الأوقاف مزيد العناية في أهلها ومستحقيها وأصولها ونُظَّارها ومتوليها.
والمسلمون كلهم في الحق متضامنون ومتعاونون، وعلى دفع الظلم والإثم متآزرون، والجميع غداً بين يدي الله موقوفون، وبأعمالهم مجزيون، وعلى تفريطهم نادمون: وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ [الشعراء:227] .
هذا وصلوا وسلموا على المبعوث رحمةً للعالمين، النبي الصادق الأمين، فقد أمركم بذلك ربكم، فقال عز قائلٍ عليماً: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56].
اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر، والخلق الأكمل، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين.
وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين، الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون: أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وعن سائر الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوك وجودك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحمِ حوزة الدين، وانصر عبادك المؤمنين.
اللهم انصر دينك، وكتابك، وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وعبادك المؤمنين.
اللهم آمِنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين!
اللهم وفق إمامنا بتوفيقك، وأيده بتأييدك، وأصلح له بطانته، وأعز به دينك، وأعلِ به كلمتك، واجمع به كلمة المسلمين على الحق يا رب العالمين!
اللهم وفق ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك وبسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، واجعلهم رحمة لرعاياهم، واجمعهم على الحق يا رب العالمين!
اللهم وأبرم لأمة الإسلام أمر رشد، يُعَزُّ فيه أهل طاعتك، ويُذَلُّ فيه أهل معصيتك، ويُؤْمَر فيه بالمعروف، ويُنْهَى فيه عن المنكر، إنك على كل شيء قدير.
اللهم وأصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر، وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
اللهم انصر المجاهدين الذين يُجاهدون في سبيلك، ولإعلاء كلمتك، وإعزاز دينك.
اللهم انصرهم في فلسطين ، وكشمير ، وكوسوفا وفي كل مكان يا رب العالمين.
اللهم انصرهم وأيدهم وأعنهم ولا تعن عليهم، واجعل لهم من لدنك ولياً ونصيراً ومعيناً وظهيراً.
اللهم واخذل أعداءهم، واجعل الدائرة عليهم، واجعل كيدهم في نحورهم يا قوي يا عزيز.
رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ.
فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر