أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ * وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ * وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ [النمل:15-19].
معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! هذه القصص التي يقصها الله تعالى تدل دلالة قطعية على أنه لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأن الدار الآخرة حق، والجزاء فيها يتم بحسب نوع العمل كان خيراً أو كان شراً.
ومحمد صلى الله عليه وسلم أمي لا يقرأ ولا يكتب، وقد عاش أربعين سنة لم يقل فيها شيئاً، ثم نبأه الله وأرسله بعدما بلغ الأربعين سنة. فلولا أنه رسول الله ونبي الله لما أمكنه أن يقصص هذا القصص العجيبة، التي سمعناها وسنسمعها.
والسور المكية تقرر أنه لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأن الدار الآخرة حق، والجزاء فيها يتم بحسب العمل في هذه الدنيا. هذه هي الحقيقة التي قررتها كل السور المكية، ومن بينها سورة النمل التي ندرسها.
قال تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا [النمل:15]. الذي آتى داود وسليمان علماً الله جل جلاله، وهو الذي علم الرسول هذا حتى يقوله، وإلا فهو لم يعاصر ويشاهد داود وسليمان، بل هذا والله وحي الله.
فهو القائل: وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا [النمل:15]. وهذا العلم علم عظيم، جامع شامل لصناعة الدروع، إذ كان داود يصنع الدروع للجهاد. وهو شامل للقضاء الشرعي والحكم بشرع الله عز وجل، شامل لكل العلوم والمعارف. هذا العلم الذي آتاه الله داود وسليمان. ويخبر تعالى بهذه النعمة، التي يستدل بها على وجوده، وعلى تنبئته وإرسال رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
فقال تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ [النمل:15]. وداود الأب وسليمان الابن. عِلْمًا وَقَالا [النمل:15]، أي: داود وسليمان: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ [النمل:15]. فشكرا الله وحمداه وأثنيا عليه بما آتهما من هذا العلم الذي تفوقا فيه، ولم يعطه غيرهما أبداً.
وهكذا من أنعم الله عليه بنعمة يجب أن يحمد الله عليها، ويجب أن يشكر الله عليها، ويجب أن يعترف بها بقلبه ولسانه. وهذه سنة الصالحين، فقد قالا: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ [النمل:15]. وأما غير المؤمنين فالمؤمن أفضل من الكافرين أجمعين، ومؤمن واحد يساوي الكفار ولو ملئوا الأرض، ولذلك قالا: مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ [النمل:15]. إذ آتاهما من العلم والحكمة ما لم يؤت غيرهما.
فورث سليمان من أبيه داود الدولة والحكم، والسلطان والملك، والعلم، هذا الذي ورثه، فقد ورث تلك النبوة والرسالة، وذلك الكمال التي تجلى في حياة داود، فهذا كله ورثه سليمان وأصبح مثله. والذي أعطاه هذه المنة وأعطاه هذا العطاء هو الله عز وجل.
أولاً: يقول: لدوا للموت وابنوا للخراب. فالطائر الذي يصفر يقول بلغته: لدوا للموت وابنوا للخراب. وهذا صح، ووالله إنه لحق، فنحن نلد الأولاد للموت، ولو لم نلد لما كان هناك من يموت. وإذا بنينا لم يبق البناء أبداً، بل والله ليخربن.
فالطائر يقول: لدوا للموت وابنوا للخراب. وكلما صفر هذا الطير فإنه يقول هذا المعنى: لدوا للموت وابنوا للخراب. وهذا الطائر الذي يقول هذا يقال له: ورشان، وهو نوع من الحمام البري أكدر اللون.
ثانياً: يقول: ليت هذا الخلق لم يخلقوا! وليتهم إذ خلقوا علموا لماذا خلقوا! فهذا الطير عندما يصفر يقول: ليت هذا الخلق - يعني: البشر- لم يخلقوا! وليتهم إذ خلقوا علموا لماذا خلقوا! وهذا الطائر الذي يقول هذا هو الكركى، وهو نوع من الحمام العربي من الحمام البري له طوق، يقال له: الكركى.
ثالثاً: يقول: من لا يرحم لا يرحم. والذي يقول هذا الهدهد، فالهدهد إذا سمعته يصيح ويصفر فإنه يقول: من لا يرحم لا يرحم.
رابعاً: يقول: استغفروا الله يا مذنبين! وهذا القول لطائر يعرف بصُرَد، فهو يقول: استغفروا الله يا مذنبين!
خامساً: يقول: قدموا خيراً تجدوه. والذي يقول هذا طائر يقال له: الخَطَاف. فهو يقول: قدموا خيراً تجدوه يا أيها الناس!
سابعاً: يقول: اللهم العن العشار. وهذا صوت الغراب. والعشار: المكاس. فالذي يقول هذا هو الغراب الأسود، فإذا صاح قال: اللهم العن العشار.
ثامناً: يقول: كل شيء هالك إلا وجهه. والذي يقول هذا إذا صوت وصفر الحدأة. فهي تقول: كل شيء هالك إلا وجهه.
تاسعاً: يقول: من سكت سلم. والذي يقول هذا القطاة. فهي تقول في صوتها: من سكت سلم، أي: من سكت سلم من الآفات والأذى.
عاشراً: يقول: ويل لمن الدنيا همه! والذي يقول هذا البغبغاء، فالببغاء إذا صوتت البغبغاء تقول: ويل لمن الدنيا همه!
الحادي عشر: يقول: سبحان ربي القدوس! وهذا صوت الضفدع. فالضفدع إذا صوتت تقول: سبحان ربي القدوس!
الثاني عشر: يقول: اذكروا الله يا غافلين! وهذا صوت من، والديك ذكر الدجاج، فهو يقول: اذكروا الله يا غافلين. وغير ذلك كثير.
بل كان سليمان يعلم صوت الحشائش والنباتات والأشجار، وقد قال تعالى: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ [الإسراء:44]، أي: كل المخلوقات. وهاهي أمامكم النملة لما تكلمت ضحك من صوتها وفهمها.
والشاهد عندنا: في قول ربنا تعالى حاكياً ما قال سليمان، فقد قال: وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ [النمل:16]، في هذه الدنيا، إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ [النمل:16]، حمد الله وأثنى عليه سليمان على ما أعطاه الله عز وجل.
فقال تعالى: وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ [النمل:17]، أي: من جنس الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ [النمل:17]، أي: يكبكبون؛ حتى ينتظم سيرهم مع بعضهم البعض، كما يفعل الجيش والجنود.
فقالت النملة: يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ [النمل:18]؛ رحمة بالنمل، وشفقة على إخوانها؛ حتى لا يعذبن ويضطهدن، ويدسن بالخفاف والنعال. فما أرحم هذه النملة! ويجب على كل إنسان أن يكون كهذه النملة، ولا يرضى بالعذاب والشقاء للآدمي أبداً. فهذه النملة رحمت إخوانها فقالت: يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ [النمل:18] بالمشي فوقكم. وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ [النمل:18]. وقد تأدبت هنا أيضاً، فقالت: حاشا سليمان أن يتعمد أن يدوس النمل، ولكنه لا يشعر به هو وجيشه. فهذا أدب عجيب. فهي قالت: وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ [النمل:18]. ولم تقل: إنهم سيتعمدون دوسكن بنعالهم، بل قالت: وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ [النمل:18]. وأما لو شعروا أنكن موجودات فلن يدوسوكن، ولكنهم لا يشعرون بكن.
فهو قال: رَبِّ [النمل:19]! أي: يا رب! أَوْزِعْنِي [النمل:19]، أي: أبعد عني ما يمنعني من شكرك، أو ألهمني أن أشكرك يا رب العالمين! كما قال بعدها: أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ [النمل:19] بنعمة النبوة والرسالة وعلم لا يحصل عليه غيره أبداً. هذا كله من نعم الله. وَعَلَى وَالِدَيَّ [النمل:19]، يعني: أمه وأباه، فقد أنعم الله تعالى عليهما بنعم جليلة عظيمة. وَ [النمل:19]، أي: وأوزعني أيضاً أَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ [النمل:19]، أي: وفقني وألهمني وأبعد عني كل ما من شأنه أن يمنعي من أن أعمل صالحاً ترضاه. والعمل الصالح الذي يرضاه الله هو ما شرعه الله لعباده، ولهذا البدع كلها باطلة، ولا يرضاه الله عز وجل، ولو تعبد الله بالبدع الليل كاملاً والله ما تثاب على ذلك. ولذلك قال سليمان: وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ [النمل:19]. والذي يرضاه الله الذي شرعه، وبينه لعباده. وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ [النمل:19]، أي: أدخلني برحمتك، لا بصلاتي ولا بصيامي ولا بجهادي، وإنما بفضلك ورحمتك أدخلني مع عبادك الصالحين في دار السلام الجنة دار الأبرار.
[ من هداية الآيات:
[ أولاً: وجوب الشكر على النعم ] والله العظيم، وويل لمن لم يشكر الله على نعمه! وويل للكافرين! وويل لغير الشاكرين! فعليك ما إن تنظر فقط في بدنك حتى تقول: الحمد لله، فهو الذي وهبك سمعك ووهبك بصرك، ووهبك لسانك ووهبك وجودك، إذاً: فقل: الحمد لله.
فيجب الشكر على النعم سواء صغيرة كانت أو كبيرة، وهذا الذي عليه المؤمنون والمؤمنات، فهم إذا أكلوا حمدوا الله، وإذا شربوا حمدوا الله، وإذا ركبوا حمدوا الله، وإذا نزلوا حمدوا الله، وإذا لبسوا ثيابهم حمدوا الله، وكان الرسول يقول: ( الحمد لله الذي كساني هذه الثياب ولو شاء لأعراني ). والمؤمنون ذاكرون لنعم الله والله، وحامدون ربهم على كل نعمة.
ووجوب الشكر دل عليه قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ [النمل:15].
[ ثانياً: وراثة سليمان لداود لم تكن في المال؛ لأن الأنبياء لا يورثون، وإنما كانت في النبوة والملك ].
وهناك رافضي يحتج بهذه الآية، ويقول: وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ [النمل:16]. وأبو بكر لم يورث فاطمة . فنقول: ما ورثه في المال؛ لأنه لا قيمة للبعير ولا للشاة، بل ورثه في النبوة والملك، والدولة والقضاء، والرسول أفصح عن هذا وبينه، وقال: ( إنا معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه فهو صدقة ). ولو كان هذا الإرث في المال والبعير لما مدح الله به سليمان، فكل الناس يملكون المال.
[ ثالثاً: آية تعليم الله تعالى سليمان منطق الطير، وتسخير الجن والشياطين له ] وهذا يدل على وجود الله. وويل للملاحدة العلمانيين الذين يكفرون بوجود الله! فحادثة كهذه تصرخ بأن الله موجود، وأنه لا إله غيره، ولا يستحق العبادة سواه.
[ رابعاً: فضل النمل على كثير من المخلوقات ظهر ] وتجلى [ في نصح النملة لأخواتها وشفقتها عليهن ] فلهذا إياكم أن تحرقوا النمل، ولما قرصت نبي نملة قرصة أحرق قرية النمل، فقال له تعالى: هلا نملة واحدة. وهو أحرق غار النمل كاملاً بما فيه. فقال له تعالى: هلا نمله واحدة، فلم ألف نمله تحرقها وقد قرصتك واحدة؟
[ خامساً: ذكاء النمل وفطنته مما أضحك سليمان متعجباً منه ] فذكاء النمل وفطنته أضحك سليمان الحكيم العليم وابتسم من أجل قول النملة هذا.
[ سادساً: وجوب الشكر عند مشاهدة النعمة، ورؤية الفضل من الله عز وجل ] وهذا الواجب لا نشك أننا مقصرون فيه، فالشاكرون منا مقصرون، وأما التاركون للشكر فلا نذكرهم. فنحن في النعم كأننا في الجنة، فالماء نفجّره في الطابق الرابع والعاشر، والماء البارد الذي كان يطلب ويتحمل أصبح بارداً مثلجاً عندنا بالكمية.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمضي عليه الشهر والشهرين ولا يشبع من الخبز، ونحن الخبز نرميه في الشوارع، والعياذ بالله. ولا نقبله. فهذه والله نعم عظيمة. ويا ويلنا إن لم نشكر ربنا عليها! فقد يسلبها في يوم من الأيام منا.
وكانت عائشة تقول: أتحيض في الثوب الواحد حيضتين وثلاثة. والآن كل امرأة عندنا حتى الصعلوكة والشحاتة في الشارع عندها ثلاثة .. أربعة ثياب وخمسة. ولا نشكر الله.
فيجب الشكر عند مشاهدة النعمة، وأن يرى الفضل من الله عز وجل. وكما قلت لكم: من يشاهد أية نعمة يقول: الحمد لله. ويجب أن لا يفارق أبداً ألسنتنا كلمة الحمد لله في كل حال.
[ سابعاً ] وأخيراً: [ تقرير النبوة المحمدية؛ إذ مثل هذا الحديث لا يتأتى له إلا بالوحي الإلهي ] والله العظيم. فهذا القصص لا يتأتى لأحدٍ إلا بالوحي الإلهي. إذاً: فمحمد رسول الله ولو كفر الناس أجمعون.
وقد تقرر لنا أنه لا إله إلا الله، فلا نعبد إلا الله، وأن محمد رسول الله، فلا نمشي إلا وراء رسول الله، ولا نقتدي ولا نأتسي إلا برسول الله، وأن الدار الآخرة حق، فلهذا نتجنب الباطل والشر والفساد، ونعمل على الصلاح والخير؛ من أجل أن نلقى جزائنا يوم نلقى ربنا ساعة موتنا.
والله تعالى أسأل أن يتوب علينا، وعلى إخواننا المؤمنين والمؤمنات.
ويجوز إخراجها اليوم وحتى أمس أيضاً وغداً، أي: يجوز إخراجها قبل العيد بيومين وثلاث. والسنة هي أن تخرج صباح العيد ما بين صلاة الصبح وصلاة العيد. والسر في هذا: أنهم كانوا ما عندهم الطعام، وقد يمضي على أحدهم اليوم والليلة وما أكل شيئاً، فإذا جاء العيد لم يجد ما يأكل، فأمرنا صلى الله عليه وسلم أن نطعمهم قبل أن نصلي العيد؛ حتى يستبشروا ويفرحوا. وأما اليوم فليس بيننا جائع أبداً، ومن قال: إني جائع فقد كذب؛ لأن الخبز مرمي في الشوارع.
ولا ينبغي تأخيرها إلى ما بعد صلاة الظهر؛ لأن فائدتها أن يتغدى بها الفقير ويشبع بعد صيامه.
ولا يجوز إخراجها دراهم ولا دنانير إلا في حال واحدة، كأن تكون في لندن أو باريس أو برلين لا تجد من يأخذ منك صاع التمر، ولا من يأخذ منك حفنة الشعير، فهنا تعوض بالدراهم، وأما في بلد فيه من يأكل التمر والبر والشعير والرز فما ينبغي أبداً؛ إذ سن الرسول هذا وبينه.
والمستحقون لها هم الفقراء والمساكين الذين لا عمل لهم، ولا دخل عليهم يأكلونه، فيعطون إياها.
والله تعالى أسأل أن يجعلني وإياكم من المقبولين الصيام والصدقة.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر