أما بعد:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب:70-71].
أما بعد:
أيها الإخوة المسلمون: إن مما ابتلى الله عز وجل به هذه الأمة: أن جعل بين صفوفها صنفاً من الناس لا تعرفهم، يتكلمون بألسنتنا ويدَّعون ويظهرون الإسلام والإيمان، ولكنهم في حقيقتهم كفار، يبطنون الكفر ويظهرون الإيمان، يصلون مع المؤمنين، ويصومون معهم، ويحجون معهم، ويجاهدون معهم، لكنهم كفروا بالله العظيم.
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ [البقرة:8-10].
إنها فتنة عظيمة في هذه الأمة، وبلاء عريض قد انتشر فيها، وهذه من حكمة الله جلَّ وعلا، أن يبتلي المؤمن فيراه يصبر أو لا يصبر، ويراه ينخدع بهم أو لا ينخدع بهم، ولم يترك الله عز وجل هذه الأمة إلا وقد بين لهم صفات هؤلاء المنافقين: وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ [محمد:30].
وقد ذكر الله عز وجل كثيراً من صفاتهم؛ بل جعل لهم سورة كاملة سماها باسمهم، وجعل أغلب سورة براءة وسورة التوبة في التحذير منهم وفي بيان صفاتهم، فاسمع رعاك الله إلى بعض أوصاف هؤلاء المنافقين، ولا تعجب إن رأيت بعضهم يصلي، وإن سمعت بعضهم ينطق الشهادتين، وإن علمت أن بعضهم يحج إلى بيت الله الحرام، فهو وإن كان هذا ظاهره؛ فباطنه الكفر بالله العظيم.
نفاق عملي لا يخرج صاحبه من الملة، ولكن صاحبه على خطر يوشك أن يخرج من هذا الدين.
ونفاق آخر أكبر اعتقادي يخرج صاحبه من الملة: وهو ما يبطن به الكفر ويظهر به الإيمان.
وكلاهما لهما أوصاف، فاسمع إلى هذه الأوصاف حتى تتبرأ أنت منها يا عبد الله أولاً! ثانياً: إن رأيت هذه الأوصاف قد اجتمعت في رجل يحارب الله ورسوله، فاعلم -وإن تظاهر بالإيمان- بأنه منافق، فاحذره يا عبد الله!
إذا قام إلى صلاة، أو إلى ذكر، أو إلى دعوة إلى الله، أو إلى جهاد في سبيل الله، فهو لا يقوم لها إلا بكسل وعجز، قال الله جل وعلا: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً [النساء:142]. بل كثير منهم يتخلفون حتى عن صلاة الجماعة، كما قال ابن مسعود عنهم: [ولقد رأيتنا لا يتخلف عنها -أي: عن صلاة الجماعة- إلا منافق معلوم النفاق] أي: قد علمنا نفاقه، هذا إن كان تخلفه بغير عذر من الأعذار الشرعية.
يلمز الصالحين، ويستهزئ بالمتدينين في كتاباته ومقالاته، ومجالسه، وأحاديثه، كلما استهزأ فإنه لا يستهزئ إلا بالصالحين، لسانه قد برئ من الوقيعة في الكفر وأهله، لا يتكلم على النصارى، ولا يطعن في اليهود، ولا يطعن في العلمانيين، إنما كلامه واستهزاؤه وهمزه ولمزه بالمتدينين، قال الله جلَّ وعلا عنهم، وفضحهم في سورة الفاضحة: الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [التوبة:79]. بل لعلَّ بعضهم قاتلهم الله، يكتب مقالات طويلة عريضة كلها في سب الصالحين، وفي الوقيعة في أعراض المتدينين، لا همَّ ولا حرب له إلاَّ هؤلاء، قاتلهم الله أنَّى يؤفكون.
وصفهم الله في وصف آخر وأخبر عن ألسنتهم، قال الله جلَّ وعلا: سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ [الأحزاب:19] ألسنة كأنها السيوف على الصالحين، حتى جاء أحدهم إلى ابن المبارك، وقد وقع في أعراض المتدينين، أو أحد العلماء الصالحين، فقال له: غزوت فارس، قال: لا، قال: غزوت الروم؟ قال: لا، قال: سلم منك فارس والروم ولم يسلم منك المؤمنون.
وكم رأينا وسمعنا من أناس يدَّعون الإسلام -عافنا الله وإياكم من هذا- يستهزئ ببعض سنن النبي صلى الله عليه وسلم الظاهرة ويسخر منها؛ بل إن بعضهم قرأت له مقالاً -أسأل الله لنا وله الهداية- يستهزئ بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم؛ بل بعضهم يخبر أن سنته قد بليت وانتهى وقتها وعفا عليها الدهر، وأن هذا القرآن لا يصلح لهذا الزمن، وأن الرجوع إلى أحكامه وإلى شريعته عليه الصلاة والسلام إنما هو رجوع إلى الخلف وإلى الوراء، وإلى عصور الظلام قاتلهم الله أنَّى يؤفكون.
استهزاءً به عليه الصلاة والسلام وبدينه وبقرآنه وبشريعته عليه الصلاة والسلام: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ [المائدة:50] وإذا رأيته في مقالاته تجده -هذا المنافق- أشد أعدائه هو صاحب اللحية، وصاحب الثياب القصيرة، فتجده يصدر مثقالاً يقول فيه: وجدت صاحب لحية كثيفة يقول: كذا وكذا، ثم يكيل عليه التهم والسباب والشتائم، وما شأن لحيته بهذا.
وإذا بدأ مقالته أو مجلسه أو كلامه فإن أول ما يبدأ به وصف سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، فيقول: دخل عليّ شاب ثيابه قصيرة فقال: كذا وكذا، وما شأن ثيابه القصيرة بكلامه يا منافق! يا عدو الله!
تجده في المجالس إذا تكلم، فبحكم من أحكام الله، وإذا سب فهي آية من آيات الله، وإذا استهزأ فهو على شرع من شريعة الله جلَّ وعلا؛ يظهر الإيمان ولكنه يبطن الكفر (هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، دعاة على أبواب جهنم، من أطاعهم قذفوه فيها).
كلما أراد المؤمنون أن ينصروا الله خذلوهم، وكلما أرادوا أن يقيموا شرع الله أرجفوا بينهم.
تجدهم يقفون عند أبوابهم، وفي طرقات الناس ومسالكهم، فإذا أرادوا أن يذهبوا إلى الجهاد قالوا: لما تذهبون إلى الجهاد؟ إن أعداء الله أقوياء وإنكم لا تستطيعون عليهم، أتذهبون إلى الموت والقتل؟ ما الذي يجعلكم تفعلون هذا؟ أنتم ضعاف لا قوة لكم ولا شأن: وَقَالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ * فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [التوبة:81-82].
كانوا يقفون عند أبواب المدينة لما أراد النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه أن يذهبوا إلى الجهاد، ووقفوا في طريقهم عقبات، فأخذوا يخذلون ويرجفون، فيقولون: ما الذي يخرجكم؟ فإن الحر شديد، وإن الأمر صعب، وإن الأعداء أقوياء، فما الذي يخرجكم في هذا الحر؟ فرد الله عليهم فقال: قل نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ [التوبة:81] لا يفقه المنافقون هذا! والكفار لا يعلمون هذا؛ لا يعلمون أن النار هي نار جهنم، ولكنهم لا يفقهون.
وكلما نزلت مصيبة، أصابهم الجزع والهلع، وكلما نزلت كارثة أخذوا ينسبونها إلى الأسباب ولا يرجعونها إلى الله جل وعلا، فلما مات بعض الصحابة في غزوة أحد، وقتل منهم من قتل، وجرح منهم من جرح، أخذوا يضحكون عليهم ويعترضون على القدر، فقال الله عنهم: الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَأُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [آل عمران:168] لو جلسوا معنا وما ذهبوا إلى الجهاد ما ماتوا وما قتلوا، كما يقول بعض الأعداء -قاتلهم الله-: لو لم يذهب إلى الجهاد، لو لم يقم لله جل وعلا آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر ما أصابته مصيبة، وما نزلت عليهم هذه المصيبة.
ولهذا إذا أصاب أحدهم منهم موت عزيز أو قريب أو حبيب؛ يصيبه الجزع والهلع، تجده متضايقاً يرد أمر الله وقدره؛ بل سمعنا عن بعضهم في هذا الزمان -وليس كل هذه الأوصاف دليل على النفاق الأكبر، فلربما يكون نفاقاً أصغر- يعترض على قدر الله في الإنجاب، فإذا جاءته بنت اعترض على القدر وتضايق، وإن جاءه ولد فرح؛ بل إن بعضهم هداه الله يشترط على زوجته إن أنجبت بنتاً فإنه يطلقها، وإن أنجبت ولداً فإنه سوف يبقيها في ذمته، وسمعنا عن هذا من بعض الناس، إما أنه يدل على جهل في أمر دينهم، أو ضعف إيمان، أو نفاق عافنا الله من هذا.
بل يتكلم بأنه الذي يريد الإصلاح لهذه الأمة، وهو يخاف عليها من الفتن، ومن الظلام، ويريد منها أن ترجع إلى الوراء، ويخاف عليها من هؤلاء المتدينين، وهو الذي يريد بهذه الأمة الفساد، وإذا تكلم أحسن الكلام: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ [البقرة:204]؛ بل لعله يُصدِّر كلامه بالآية وبالحديث وبسنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْأِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ [البقرة:205-206].
فهو الذي ينشر الفاحشة في الذين آمنوا، وهو الذي يثير بينهم الفساد والفتن، وهو الذي يبث بينهم السموم، ولكنه إذا تكلم ونطق يقول: أنا المصلح الأمين لهذه الأمة، أنا الذي أريد لها الخير، أنا أخاف عليها من الضياع، أنا أخاف على دينها، كما قال قائده الأول وزعيمه الأكبر فرعون عليه لعنة الله: وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ [غافر:26] واعجباً من فرعون! يقوم في الناس يقول: أخاف على دينكم، وأخاف أن ينشر بينكم موسى الفساد، أفيخاف فرعون على الناس من الفساد؟! تشابهت قلوبهم، والله يعلم ما يخفون في صدورهم قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ [آل عمران:118].
أقول هذا القول وأستغفر الله.
أما بعد:
أيها الإخوة المسلمون: إن أوصافهم كثيرة، وكل هذه الأوصاف ذكرها الله عز وجل ليفضحهم، وليخرج ما في قلوبهم، وليشهد عليهم الناس، فاسمعوا -أيضاً- إلى بعض منها في هذه الخطبة:
من أوصافهم: أنهم يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف.
فهم يأمرون بالفاحشة، وبالتبرج للنساء، ويأمرون بالزنا ومقدمات الزنا، ويأمرون بالخمور، وينهون الناس عن الصلاة وعن القرآن وعن الحكم بشريعة الرحمن: الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ [التوبة:67-68].
إن جاءتهم وليمة، أو دعا ضيوفاً له وأقرباء؛ فإنه يذبح لهم ما يذبح من الولائم، ولعلها تبلغ السبعين وليمة وهم سبعة أشخاص، فإذا وجاء وقت طاعة الله والإنفاق للجهاد في سبيل الله ولمشاريع الخير وَلا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ [التوبة:54] يقبضون أيديهم إذا كان لله، فلا يخرج شيئاً من جيبه، أما لنفسه ولسمعته ولدنياه فإنه يخرج كل ما في جيبه؛ بل يستدين لهذا، أما لله فلا.
فإن نزلت بالمؤمنين كارثة، أو أصيبوا بهزيمة، أو سحقهم الكفار، فرحوا وطربوا وأخذوا يغنون في المجالس ويتذاكرون ويفرحون بمصيبة المؤمنين، أما إن أصاب المؤمنين نصر، ونصرهم الله بين الناس، تضايقوا وحزنوا، كما قال الله عنهم: إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ [التوبة:50]. وهاهم يتربصون بالمؤمنين في كل زمان ومكان، فإن أصاب المؤمنين نصر أو فوز فإنهم يكيلون لهم التهم والشتائم، وأنهم يريدون الملك، وأنهم يريدون الدنيا، وأنهم عملاء لأعداء الله، وأنهم يريدون كذا وكذا، وإذا أصابتهم هزيمة قالوا: انظروا إليهم، إن دعوتهم لباطلة، وإن دينهم على غير الحق، كل هذا كفر بالله وبرسوله.
يتعلم جزئيات من التاريخ، وبعض الشبه في الدين، لينشرها كأنه يتكلم باسم إمام المسلمين، وسله عن أبسط مقدمات المسلمين، وأصول هذه الملة، ستجده جاهل بها لا يعرف حقيقتها.
أيها الإخوة: هذه بعض من صفات المنافقين، الذين قد نجدهم بين أظهرنا، ونجدهم يجلسون بيننا؛ بل بعضهم يتسمى باسم عبد الله ومحمد وأحمد وعبد الرحمن، ولكنه عدو للرحمن ولي للشيطان.
أيها الإخوة: هذه حقيقة لا يجوز أن ننكرها؛ وهي أن المنافقين في هذه الأمة باقون إلى قيام الساعة، يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، ولعلهم يصلون بيننا؛ بل بعضهم يصلي حتى الفجر، ولكنه في قلبه عدو لله ولرسوله.
فنسأل الله عز وجل أن يعافينا وإياكم من النفاق وأهله، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين.
أقول هذا القول وأقم الصلاة.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر