إسلام ويب

استقبال شهر رمضان [2]للشيخ : عبد الله حماد الرسي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • صوم رمضان ركن من أركان الإسلام، وينبغي للصائم أن يحفظ صومه عما يجرحه، وأن يعمره بالطاعة، وأن يجتنب المعاصي والذنوب، فإن الحكمة من الصوم أن يغرس الصائم في نفسه خلق التقوى، ومن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه.
    الحمد لله الذي أرشد الخلق إلى أكمل الآداب، وأنار بصائر المؤمنين فأدركوا الحقائق وطلبوا الثواب، وأعمى بصائر المعرضين عن طاعته فصار بينهم وبين هديه حجاب، أحمده وأشكره.

    وأشهد أن لا إله إلا الله الملك العزيز الوهاب، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، المبعوث بأجل العبادات وأكمل الآداب، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان، وسلم تسليماً كثيراً.

    أما بعد:

    الحفاظ على الصلاة وفي جماعة

    فيا عباد الله! اتقوا الله عزَّ وجلَّ، وراعوا آداب الصيام، وحافظوا عليها، وقوموا بما أوجب الله عليكم من العبادات القولية والفعلية، التي من أهمها وآكدها الصلاة المفروضة التي هي آكد أركان الإسلام، والتي هي بمنـزلة الرأس من الجسد، حافظوا عليها، وقوموا بأركانها وواجباتها وشروطها، أدوها في أوقاتها، في بيوت الله مع جماعة المسلمين فإن ذلك من التقوى، التي من أجلها شُرع الصيام، وفرض على الأمة، وإضاعة الصلاة منافٍ للتقوى، وموجب للعقوبة.

    مع الأسف الشديد أن من الصائمين من يتهاون بصلاة الجماعة مع وجوبها عليه، وقد أمر الله عزَّ وجلَّ بالصلاة مع الجماعة في حال القتال والخوف، ففي حال الطمأنينة والأمن أولى وآكد.

    روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رجلاً أعمى قال: يا رسول الله، ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فرخص له صلى الله عليه وسلم، فلما ولى دعاه وقال: {هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب} رواه مسلم.

    فلم يُرخـص له النبي صلى الله عليه وسلم في ترك الجماعة مع أنه رجل أعمى وليس له قائد.

    أمة الإسلام! هناك مكبرات للصوت، وإذاعة تنقل الأذان، فلقد عظُمَت الحجة علينا يا أمة الإسلام.

    من آثار ترك الجماعة

    عباد الله! إن تارك الجماعة مع إضاعته الواجب قد حَرم نفسه خيراً كثيراً، فإن صلاة الجماعة مضاعفة بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة}.

    تارك الجماعة تفوته مصالح اجتماعية، منها:

    غرس المحبة والألفة.

    تعليم الجاهل.

    مساعدة المحتاج.

    تارك الجماعة يعرض نفسه للعقوبة ومشابهة المنافقين الذين أخبر عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول: {أثقل الصلوات على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما -أي: من الأجر- لأتوهما ولو حبواً}.

    ويقول صلى الله عليه وسلم: {ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتُقام، ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة؛ فأحرق عليهم بيوتهم بالنار}.

    نعم يا أمة الإسلام! وعيد شديد من رسول الله، فيا ليت رسول الله يرى في رمضان تلك الصفوف المتراصة، ثم بعد رمضان تختفي كأن لم تكن أتت إلى المساجد، فلا حول ولا قوة إلا بالله، وبئس القوم من لا يعرفون الله إلا في رمضان.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3087905958

    عدد مرات الحفظ

    774638686