إسلام ويب

ليس الغريبللشيخ : عبد الله حماد الرسي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • ليس الغريب في الدنيا البعيد عن وطنه وأهله أو أنه في بلاد غير بلاده، إنما الغريب غريب اللحد والكفن، وليس المحروم الذي حرم المال والأولاد والجاه والسلطان، إنما المحروم من حرم البكاء من خشية الله لقسوة قلبه وبعده عن الله تعالى، وليست المصيبة في الدنيا بضياع الأموال أو فقدان الأولاد، إنما المصيبة الفشل في ساعة الاحتضار، ساعة الخروج من دار الدنيا إلى دار الآخرة، عندما توضع في قبرك وحيداً، ليس لك زاد.

    والإنسان لا ينفعه ماله ولا أهله ولا وساطته التي كانت معه في الدنيا يوم أن يوضع في قبره، وإنما ينفعه ما قدم من عمل صالح في الدنيا.

    الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.

    أما بعد:

    فالمؤلف جزاه الله خيراً لم يألو جهداً في أن يوسع هذا الكتاب من المواعظ التي فيها خيرٌ كثير إن شاء الله لمن وفقه الله عز وجلَّ، لقد قرأنا قي الليلة الماضية قصدية فيها موعظة، وقد طلب بعض الإخوان إعادتها نسأل الله بمنِّه وكرمه أن يرزقنا التوفيق والسداد، وأن يهدينا إلى سواء السبيل، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه إنه على كل شيءٍ قدير.

    روى أبو الدرداء رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تفرغوا من الدنيا، فإنه من كانت الدنيا أكبر همه، فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه، ومن كانت الآخرة أكبر همه، جمع الله له أموره، وجعل غناه في قلبه، وما أقبل عبد بقلبه إلى الله عز وجل إلا جعل الله قلوب المؤمنين تَفدُ إليه بالمودة والرحمة، وكان الله عز وجل إليه بكل خير أسرع).

    ولما دخل أبو الدرداء الشام، قال: يا أهل الشام! اسمعوا قول أخٍ ناصح، فاجتمعوا إليه، فقال: [[ما لي أراكم تبنون ما لا تسكنون! وتجمعون ما لا تأكلون! وتؤملون ما لا تدركون! إن الذين كانوا قبلكم بنوا مشيداً، وأملوا بعيداً، وجمعوا عتيداً، فأصبح أملهم غروراً، ومساكنهم قبوراً]].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    الأكثر استماعا لهذا الشهر

    عدد مرات الاستماع

    3087731014

    عدد مرات الحفظ

    773760331