إسلام ويب

كشمير ومآسيهاللشيخ : سعد البريك

  •  التفريغ النصي الكامل
  • كشمير مأساة بيّنت الحقد الهندوسي على الإسلام والمسلمين، فيها قصص تقشعر لها الأبدان، وإحصائيات تفوق الخيال. ومن أجل ذلك كان لابد لكل مسلم يعيش قضايا إخوانه المسلمين أن يعلم مآسي المسلمين هناك وماذا يفعل الهندوس بهم، وما هي أساليبهم وسياساتهم للقضاء على المسلمين، وما هو دور اليهود في هذه القضية، وبعد ذلك سيتضح لك أن لا خيار للشعب الكشميري إلا الجهاد والجهاد فقط، فهل سيجدون منكم ناصراً ومعيناً؟!!
    الحمد لله، الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فيا عبـاد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].

    معاشر المؤمنين: حديثنا اليوم رسالةٌ مهمة، وبرقيةٌ عاجلة خطيرة، عن قضيةٍ منسية، أو مجهولةٍ عند بعض المسلمين، صرخات لم نسمعها، حتى رأينا أفواه القتلى مفغورة تدل عليها، وحناجر بُحَّت لم نلتفت لها حتى رأينا بصمات المُدى وآثار السكاكين على حلوق الأبرياء، ودموع سكيبة لم تُمسح حتى سال الدم بدل الدموع على الخدود.

    ولكنني لما رأيتك غافلاً     وقد كنتَ لي كفي وزندي ومعصمي

    بكيت دماً يوم النوى فمسحته     بكفي فاحمرت بناني من دمي

    فلو قبل مبكاهم بكيت صبابةً     لكنتُ شفيتُ النفس قبل التندمِ

    ولكن بكوا قبلاً فهيَّج للبكـا     بكاهمْ فقلت: الفضل للمتقدمِ

    حال مسلمي كشمير

    استغاثات تترا من مسلمات تُهتك أعراضهن، ولم يجدن من ينجدهن حتى رأينا جثثهن في النهر شاهدةً على الفرار من الاغتصاب، وبيوت هُدِّمت، ومنازل أحرقت، فلم يُلتفت لدخان الحريق، أو وجبات الجدران والأعمدة حتى رأينا المهاجرين والمشردين والجوعى والعراة، فهل بتنا لا نصدق حفوف المخاطر بنا حتى نرى فعل الطغاة والبغاة في أبداننا!

    أيها الأحبة: هذا كله في كشمير أرض المستضعفين الذين يقولون: ربنا هيء لنا من أمرنا رشداً، واربط على قلوبنا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.

    موقع كشمير

    كشمير أقليم كأنه جنةٌ من جنان الله في الأرض، يجاوره جواراً غاشماً الاستعمار الهندوسي من الجنوب الشرقي، والصين الشيوعية الملحدة من الشمال الشرقي، وما يسمى بـالاتحاد السوفيتي سابقاً من الشمال الغربي، ودولة الباكستان من الجنوب الغربي.

    وتمتد حدود هذا الإقليم ( جامو وكشمير ) مع باكستان إلى أكثر من سبعمائة كيلو متر، بينما الحدود المتاخمة للهند لا تجاوز ثلاثمائة كيلو متر.

    أصناف السكان وأعدادهم في كشمير

    وعدد سكان كشمير : اثنا عشر مليوناً، (85%) منهم مسلمون، والبقية سيخٌ وهندوس.

    أرضٌ ريانةٌ فينانة بحدائقها وأنهارها وجبالها التي يجللها بياض الثلوج، أصبحت الآن إقليماً ملتهباً، حرارةٌ على سطحٍ بارد.

    و كشمير الآن قسمان:

    قسمٌ محرَّر.

    وقسم محتل.

    يتكون من الوادي الكبير؛ وادي كشمير، وجامو، ولداغ، والغالبية العظمى -كما قلنا- للمسلمين.

    تاريخ كشمير مع الإسلام والمسلمين

    ما تاريخ هذه الولاية مع الإسلام والمسلمين؟

    في أواخر القرن الرابع عشر قَدِم داعيةٌ مسلم اسمه: بلبل شاه، قدم هذه البقعة الجميلة، فدعا مَلِكَها الذي يسمى: رينجن شاه، فأسلم الملك البوذي، واختار لنفسه اسماً إسلامياً، فتَسمى بـصدر الدين، وأسلم معه كثيرون من القادة ورجالات الدولة.

    واستمر الحكم الإسلامي في كشمير حتى سنة (1819م) حيث استولى عليها السيخ.

    وفي عام (1846م) احتلها منبع كل شر، وأصل كل فتنة، ودعاة كل فرقة، احتلها البريطانيون الإنجليز، ثم قام الإنجليز ببيع الولاية وسكانها إلى طائفة من القبائل الهندوسية والوثنية، واسمها: الدوجرة، باع البريطانيون المسلمين والإقليم الذين يعيشون عليه بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ [يوسف:20] بِيْع الرأس المسلم ذكراً كان أم أنثى، صغيراً أو كبيراً بسبع روبيات.

    وفي تلك الفترة نشأت حركة التحرير لولاية جامو وكشمير ، بقيادة مؤتمر مسلمي جامو وكشمير، وكانت تلك الحركة تهدف إلى إنقاذ الولاية المسلمة من براثن الملك الهندوسي هيري سنغ، وانضمامها إلى دولة الباكستان المجاورة، فتحرك العملاء ونشط المفسدون وأسسوا حزب المؤتمر القومي لولاية جامو وكشمير؛ لأجل إفساد عمل المسلمين والسعي إلى انضمام الولاية إلى الهندوس، وهذه مصيبة كل المسلمين في هذا الزمن؛ أن تتسلط الأقليات المنحرفة الكافرة على الأغلبيات المسلمة الصالحة؛ أن يتسلط الكفار على المسلمين، ولا أستثني إلا بقاعاً معدودةً محدودةً على وجه الأرض.

    لقد تحركت الشبيبة المسلمة في كشمير، واستبسل المسلمون وقاموا بتحرير جزء كبيرٍ من ولايتهم على إثر تلك الإهانات والخيانات، وسَمَّوا ما حرروه: كشمير الحرة، عام: (1947م) واستطاعوا بفضل الله أن يخيبوا وينقُضُوا بمنطق القوة تلك الاتفاقية التي أجراها الملك الهندوسي، والتي تنص على إبقاء وضع كشمير كما هو معلقاً لا يُحسم حسبما وعدوا سلفاً، وما أكثر مواعيدهم، وعدوا أن الشعب الكشميري هو الذي يقرر مصيره بنفسه بأن ينضموا إلى الهند أو إلى الباكستان، ولكن لم يفُوا بهذا.

    ولم يقف الظلم عند هذا الحد، بل تعدى الملك الهندوسي وتسلط فأبرم اتفاقيةً أخبث من آنفة الذكر بعد فراره على إثر حملات التحرير المسلمة من قبل الشباب المسلم، حيث وقَّع اتفاقيةً بموجبها يضم كشمير إلى الهندوس، والعجيب أن يتم هذا ويجثم الهندوس على صدور المسلمين في المناطق التي لم تحرَّر من كشمير في وقتٍٍ تتابعت فيه تصريحات زعماء الهندوس السابقين واللاحقين، ومن أبرزها: تصريحات عديدة للهالك جواهر لال نهرو، حيث يقول: إن ضم أي إقليم أو ولاية متنازَعٍ عليها ينبغي أن يبت فيها طبقاً لرغبات الشعب، وإن شعب كشمير سوف يقرر مسألة الانضمام إلى من شاء.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3087706078

    عدد مرات الحفظ

    773639872