إسلام ويب

الاتجاهات العقلانية المعاصرة أصولها ومناهجها [1]للشيخ : ناصر بن عبد الكريم العقل

  •  التفريغ النصي الكامل
  • للعقل مكانته العظيمة في الإسلام، فهو مناط التكليف، وهو الوسيلة العظيمة لفهم نصوص الوحي، غير أن تلك المكانة لا ترفعه إلى مقام الحاكم على النصوص الشرعية وتحمله ما لا يطيق مما يعجز عن إدراكه، ولذا كانت الحيدة به عن هذا المنهج سلوكاً لطريق الضُلّال في اعتبار العقل من الفلاسفة والمتكلمين والعقلانيين الذين كثر لغطهم في القديم وتعددت مدارسهم في الحاضر، ومع ذلك فلهم قواسم مشتركة في مناهجهم وطرقهم المنحرفة.

    مشاهدينا الكرام! أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامج (حراسة العقيدة).

    إن مسألة العقل أخذت حيزاً كبيراً عند فريق المبتدعة؛ حتى إنهم وصفوا أهل السنة أهل الحق بأنهم لا يعقلون، وليس لهم عقول يعملونها.

    فمن هذا المنطلق نودُّ أن نتعرف على مكانة العقل في الإسلام، ومكانه عند أهل السنة أهل الحق.

    الشيخ: نشأت معضلة العقل عن أفكار الفلاسفة الإلهيين الذين انطلقوا في الكلام في الغيبيات على غير أسس الوحي السليمة، وهؤلاء غالباً هم خصوم الأنبياء، نقصد الفلاسفة الذين تكلموا في الغيبيات، وليس كل الفلاسفة.

    فهؤلاء الفلاسفة لما رأوا هذا الكون العجيب، ورأوا بديع صنع الله عز وجل وآياته الظاهرة، وهم لم يؤمنوا بحقيقة وجود الرب عز وجل كما جاء بها الأنبياء؛ صاروا يعملون خيالاتهم وأوهامهم في البحث عن مصادر قوة هذا الكون ونظام هذا الكون وحركة هذا الكون؛ فتوهموا أن هناك عقولاً تدبر الكون.

    المقدم: لذلك أطلقوا مصطلح العقل الفعال.

    الشيخ: نعم، فمن هنا توهموا أن هذا العقل له أثر في الإنسان، وانطلقوا من هذا المنطلق، ثم تأثرت بهم مدارس واتجاهات في الأمم الأخرى وفي الأمة الإسلامية التي ضل بعض طوائفها عن طريق الحق، وأخذوا بمسالك الفلاسفة، فهؤلاء كلهم تأثروا بهذا المسلك، وظنوا أن العقل كيان مستقل؛ ولذلك عظموه وقدسوه بأكثر مما يستحق.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3087697980

    عدد مرات الحفظ

    773596218