كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يرقد توضأ وضوءه للصلاة ثم يرقد.
وقال صلى الله عليه وسلم: (من بات طاهراً بات في شعاره -أي: معه الثياب- ملك فلم يستيقظ إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلان؛ فإنه بات طاهراً).
وقال صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يبيت على ذكر طاهراً فيتعار من الليل -أي يستيقظ من الليل- فيسأل الله خيراً من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه) .
وكان صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفخ فيهما أي: نفخ: بريق خفيف (فقرأ فيهما قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده؛ يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات).
وعلم النبي صلى الله عليه وسلم البراء بن عازب فقال: (إذا أخذت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك؛ رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، واجعلهن من آخر كلامك؛ فإن مت من ليلتك مت وأنت على الفطرة، وإن أصبحت أصبت خيراً).
وقال صلى الله عليه وسلم لـنوفل : (اقرأ: قل يا أيها الكافرون ثم نم على خاتمتها؛ فإنها براءة من الشرك).
وقال أبو هريرة رضي الله عنه: (وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت، فجعل يحثو من الطعام، فأفقت فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قال: قلت: ما هي؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255]، فذكر أبو هريرة ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب يا أبا هريرة ؟ قال: لا، قال: ذاك شيطان).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه)، والآيتان هما آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [البقرة:285-286] .
وقال جابر : (إن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ الم * تَنزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ [السجدة:1-2] أي: سورة السجدة، وتَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ [الملك:1]).
وقالت عائشة رضي الله عنها: (كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ الزمر وبني إسرائيل، أي: سورة الإسراء).
وقال العرباض : (إن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ المسبحات، ويقول: فيها آية خير من ألف آية).
قال بعض أهل العلم: والمسبحات هن: سور: الحديد والحشر والصف والجمعة والتغابن والأعلى.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره؛ فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: بسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها أو فاغفر لها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين).
وقال أبو هريرة رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا أخذنا مضجعنا أن نقول: اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل ذي شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين، وأغننا من الفقر).
وكان صلى الله عليه وسلم يقول إذا أخذ مضجعه: (الحمد لله الذي كفاني وآواني وأطعمني وسقاني، والذي من عليّ فأفضل، والذي أعطاني فأجزل، الحمد لله على كل حال، اللهم رب كل شيء ومليكه وإله كل شيء، أعوذ بك من النار).
وكان صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال: (الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤي).
وكان صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه من الليل قال: (بسم الله وضعت جنبي، اللهم اغفر لي ذنبي، وأخسئ شيطاني، وفك رهاني، وثقل ميزاني، واجعلني في الندي الأعلى).
روي عنه أيضاً أنه كان (إذا أخذ مضجعه وضع يده تحت خده ثم يقول: اللهم باسمك أموت وأحيا).
وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا اضطجع أحدكم فليقل: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين).
وأمر رجلاً إذا أخذ مضجعه أن يقول: (اللهم إنك خلقت نفسي وأنت توفاها، لك مماتها ومحياها، إن أحييتها فاحفظها، وإن أمتها فاغفر لها، اللهم إني أسألك العافية).
وكان صلى الله عليه وسلم يتوسد يمينه عند المنام ثم يقول: (رب قني عذابك يوم تبعث عبادك) .
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من منامه قال: (الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور).
وقال ابن عباس رضي الله عنهما -وقد رقد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم-: (فاستيقظ فتسوك وتوضأ وهو يقول: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ * فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ * لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ * لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ * وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [آل عمران:190-200] ثم قام صلى الله عليه وسلم فصلى ركعتين، فأطال فيهما القيام والركوع والسجود، ثم انصرف فنام حتى نفخ، ثم فعل ذلك ثلاث مرات ست ركعات، وفي كل ذلك يستاك ويتوضأ ويقرأ هؤلاء الآيات، ثم أوتر بثلاث، فأذن المؤذن فخرج إلى الصلاة وهو يقول: اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي لساني نوراً، واجعل في سمعي نوراً، واجعل في بصري نوراً، واجعل من خلفي نوراً، ومن أمامي نوراً، واجعل من فوقي نوراً، ومن تحتي نوراً، اللهم أعطني نوراً) .
وقال صلى الله عليه وسلم: (من تعار من الليل -أي: استيقظ- فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته) .
وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا قام أحدكم من فراشه ثم رجع إليه فلينفضه بصنفة إزاره ثلاث مرات)، والصنفة: طرف أو حاشية الثوب، وقال صلى الله عليه وسلم: (فإنه لا يدري ما خلفه عليه بعد، فإذا اضطجع فليقل: بسمك ربي وضعت جنبي وبسمك أرفعه، فإن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين، فإذا استيقظ فليقل: الحمد لله الذي عافاني في جسدي ورد علي روحي وأذن لي بذكره).
وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا فزع أحدكم في النوم فليقل: أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون، فإنها لن تضره).
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال: (اللهم لك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد لك ملك السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حقك، وقولك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد صلى الله عليه وسلم حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك).
وقالت عائشة رضي الله عنها: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل افتتح صلاته فقال: اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم).
وقالت عائشة رضي الله عنها: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا هب من الليل كبر عشراً وحمد عشراً، وقال: سبحان الله وبحمده عشراً، وقال: سبحان الملك القدوس عشراً، واستغفر عشراً، وهلل عشراً) أي قال: لا إله إلا الله عشراً، ثم قال: (اللهم إني أعوذ بك من ضيق الدنيا وضيق يوم القيامة عشراً، ثم يفتتح الصلاة).
وقال أبو سعيد رضي الله عنه: إن رجلاً سمع رجلاً يقرأ (قل هو الله أحد) يرددها، فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، وكأن الرجل يتقالها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا كان ثلث الليل أو أمسيتم ففكوا صبيانكم؛ فإن الشياطين تنشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم، وأغلقوا الأبواب، واذكروا اسم الله؛ فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً، وأوكوا قربكم) أي: غطوها (واذكروا اسم الله، وخمروا آنيتكم) أي: غطوها (واذكروا اسم الله، ولو أن تعرضوا عليها شيئاً، وأطفئوا مصابيحكم).
وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا سمعتم نباح الكلاب ونهاق الحمير من الليل فتعوذوا بالله؛ فإنها ترى ما لا ترون، وأقلوا الخروج إذا هدأت الرجل؛ فإن الله عز وجل يبث في ليله من خلقه ما شاء، وأجيفوا الأبواب) أي: أغلقوها (واذكروا اسم الله عليها؛ فإن الشيطان لا يفتح باباً أجيف، وذكر اسم الله عليه، وأوكئوا الأسقية، وغطوا الجرار، وأوكئوا الآنية، وأوكئوا القرب).
عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم تهجد من الليل فذكر أنه سمع المؤذن فخرج إلى الصلاة وهو يقول: (اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي لساني نوراً، واجعل في سمعي نوراً، واجعل في بصري نوراً، واجعل من خلفي نوراً، ومن أمامي نوراً، واجعل من فوقي نوراً، ومن تحتي نوراً، اللهم أعطني نوراً).
وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل المسجد قال: (أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم، قال: فإذا قال ذلك قال الشيطان: حُفظ مني سائر اليوم) ، وذكرت فاطمة بنت رسول الله رضي الله عنها -وصلى الله عليه وعلى أهل بيته- : (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم وقال: رب اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج صلى على محمد وسلم: قال: رب اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك).
وقال أبو هريرة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل: اللهم افتح لي أبواب فضلك، وإذا خرج فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل: اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين، فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء).
وقال صلى الله عليه وسلم: (من توضأ فقال: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك كتب في رق، ثم طبع بطابع فلم يكسر إلى يوم القيامة).
وكان يقول عند سجود التلاوة: (سجد وجهي للذي خلقه، وشق سمعه وبصره بحوله وقوته) .
وقال صلى الله عليه وسلم فيها: (اللهم اكتب لي بها عندك أجراً، وضع عني بها وزراً، واجعلها لي عندك ذخراً وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود).
كان النبي صلى الله عليه وسلم يهلل دبر الصلاة -أي: يرفع صوته شيئاً- ويقول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون) .
وقال صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، عشر مرات على إثر المغرب بعث الله مسلحة يحفظونه من الشيطان حتى يصبح، وكتب الله له بها عشر حسنات موجبات، ومحى عنه عشر سيئات موبقات، وكانت له بعدل عشر رقاب مؤمنات).
وعنه صلى الله عليه وسلم أيضاً أنه قال: (من قال قبل أن ينصرف ويثني قدمه من صلاة المغرب والصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات، كتب له بكل واحدة عشر حسنات، ومحيت عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكانت حرزاً من كل مكروه، وحرزاً من الشيطان الرجيم، ولم يحل بذنب يدركه إلا الشرك، فكان من أفضل الناس عملاً، إلا رجلاً يفضله يقول أفضل مما قال) .
وقال صلى الله عليه وسلم: (من قال في دبر صلاة الغداة -أي: الفجر- لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير مائة مرة قبل أن يثني رجليه كان يومئذ أفضل أهل الأرض عملاً، إلا من قال مثل مقالته أو زاد على ما قال) .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً وقال: (اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام).
وكان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد)، والجد: الغنى والمال.
وكان يقول صلى الله عليه وسلم: (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت).
وقال عقبة : (أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ المعوذات دبر كل صلاة) أي: أن يقرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1] وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس:1].
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً وأوصاه فقال: (أوصيك يا
وذكر في حديث طويل صلوات الله وسلامه عليه أن ربه سبحانه قال: (يا محمد! إذا صليت فقل: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تتوب عليَّ، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون)، وفي زيادة: (أسألك حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقرب إلي حبك) ، وقال صلى الله عليه وسلم: (إنها حق فادرسوها ثم تعلموها) .
وقال صلى الله عليه وسلم: (من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وكبر الله ثلاثاً وثلاثين فتلك تسعة وتسعون، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) .
وقال صلى الله عليه وسلم: (ألا أحدثكم بأمر إن أخذتم به أدركتم من سبقكم، ولم يدرككم أحد بعدكم، وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله، تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثاً وثلاثين).
وعن زيد بن ثابت قال: (أمروا أن يسبحوا دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، ويحمدوا ثلاثاً وثلاثين، ويكبروا أربعاً وثلاثين، فأتي رجل من الأنصار في منامه فقيل له: أمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسبحوا دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وتحمدوا ثلاثاً وثلاثين، وتكبروا أربعاً وثلاثين؟ قال: نعم، قال: فاجعلوها خمساً وعشرين، واجعلوا فيها التهليل، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال: اجعلوها كذلك) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وروى البخاري أن ابن عباس رضي الله عنهما أخبر أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال ابن عباس : كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته.
قال النووي رحمه الله: حمل الشافعي هذا الحديث على أنهم جهروا به وقتاً يسيراً لأجل تعليم صفة الذكر لا أنهم داوموا على الجهر به.
والمختار أن الإمام والمأموم يخفيان الذكر إلا إن احتيج إلى التعليم، وقال عياض: الظاهر أن ابن عباس لم يكن يحضر الجماعة؛ لأنه كان صغيراً ممن لا يواظب على ذلك ولا يلزم به، فكان يعرف انقضاء الصلاة بما ذكر.
وقال غيره: يحتمل أن يكون حاضراً في أواخر الصفوف، فكان لا يعرف انقضائها بالتسليم وإنما كان يعرفه بالتكبير.
والراجح أنه لا ينبغي أن يشوش الذاكر على المصلين لما رواه أحمد في مسنده بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف وخطب الناس فقال: (أما إن أحدكم إذا قام في الصلاة فإنه يناجي ربه، فليعلم أحدكم ما يناجي ربه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة في الصلاة) .
قال أنس رضي الله عنه: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا خرج الرجل من بيته فليقل: بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، فيقال حينئذ: هديت وكفيت ووقيت، فتتنحى له الشياطين، فيقول له شيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي؟!).
وقالت أم سلمة رضي الله عنها: ما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من بيته قط إلا رفع طرفه إلى السماء فقال: (اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل، أو أزل أو أزل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي).
وقال صلى الله عليه وسلم: (من جلس في المسجد فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا الله أنت أستغفرك وأتوب إليك، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك) .
وقال جابر رضي الله عنه: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء) .
وقالت عائشة رضي الله عنها: (إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك).
عن علي رضي الله عنه: (أن مكاتباً جاءه فقال: إني قد عجزت عن كتابتي فأعني، قال: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عليك مثل جبل صبر ديناً أداه الله عنك؟ قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك) .
وعن معاذ رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم افتقده يوم الجمعة، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة).
عن جابر رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري -أو قال: عاجل أمري وآجله- ويذكر الأمر، فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري -أو قال: في عاجل أمري وآجله- فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم ارضني به، ويسمي حاجته عند قوله: إن كان هذا الأمر)، ويكون الدعاء عند الانتهاء من صلاة الاستخارة.
عن أبي بكر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من عبد يذنب ذنباً فيحسن الطهور، ثم يقوم فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله إلا غفر الله له، ثم قرأ هذه الآية: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران:135]).
أما صلاة التسبيح فحدث عن فضلها ولا حرج وصفتها كما يلي:
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب : (يا
ووقتها: من ارتفاع الشمس إلى قبيل الزوال، ووقتها المختار إذا اشتد الحر قبل الظهر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (صلاة الأوابين حين ترمض الفصال).
والأوابون: المطيعون، والفصال: صغار أولاد الإبل، وترمض الشمس إذا اشتدت حرارتها على الرمل فتحترق أخفاف صغار الإبل.
وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يصبح على كل سلامة من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أرقد).
وقالت عائشة رضي الله عنها: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى أربعاً، ويزيد ما شاء الله).
وعن أم هانئ رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح صلى سبحة الضحى ثماني ركعات؛ يسلم من كل ركعتين) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقول الله تعالى: يا ابن آدم! لا تعجزني من أربع ركعات في أول نهارك أكفك آخره).
قال صلى الله عليه وسلم: (عليكم بقيام الليل؛ فإنه دأب الصالحين قبلكم، وهو قربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة للإثم).
وقال صلى الله عليه وسلم: (رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء) .
وقال صلى الله عليه وسلم: (من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين) .
قال ابن عمر رضي الله عنه: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجاً إلى سفر كبر ثلاثاً، ثم قال: سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ [الزخرف:13-14]، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطوِ عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل، وإذا رجع قالهن وزاد فيهن: آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون) .
وقال علي بن الربيع: شهدت علياً أتي بدابة ليركبها فلما وضع رجله في الركاب قال: (بسم الله ثلاثاً، فلما استوى على ظهرها قال: الحمد لله، ثم قال: سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ [الزخرف:13-14]، ثم قال: الحمد لله، ثلاثاً، والله أكبر، ثلاثاً، سبحانك إني قد ظلمت نفسي فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ثم ضحك، قال: قلت: من أي شيء ضحكت يا أمير المؤمنين؟! قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع كما صنعت ثم ضحك، وقلت من أي شيء ضحكت يا رسول الله؟! قال: إن ربك ليعجب من عبده إذا قال: رب اغفر لي ذنوبي؛ إنه لا يغفر الذنوب غيرك).
وعن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سافر يقول: اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم اصحبنا في سفرنا، واخلفنا في أهلنا، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، ومن الحور بعد الكور، ومن دعوة المظلوم، ومن سوء المنظر في الأهل والمال) .
وقال صلى الله عليه وسلم: (من نزل منزلاً ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك).
وقال أبو هريرة رضي الله عنه: (إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كان في سفر وأسحر يقول: سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا، ربنا صاحبنا، وأفضل علينا، عائذاً بالله من النار) .
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ودع رجلاً أخذ بيده فلا يدعها حتى يكون الرجل هو يدع يد النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول: أستودع الله دينك وأمانتك وآخر عملك) وفي رواية: (وخواتيم عملك). وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إني أريد سفراً فزودني، فقال صلى الله عليه وسلم: (زودك الله التقوى، وغفر ذنبك، ويسر لك الخير حيثما كنت) ، وأوصى رجلاً فقال: (عليك بتقوى الله والتكبير على كل شرف) أي: على كل مكان مرتفع، ودعا له (اللهم اطوِ له الأرض وهون عليه السفر) .
قال صلى الله عليه وسلم: (إذا أكل أحدكم طعاماً فليقل: بسم الله، فإن نسي في أوله فليقل: بسم الله في أوله وآخره).
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل في ستة من أصحابه فجاء أعرابي فأكله بلقمتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما إنه لو سمى لكفاكم) .
وقال عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه: كنت في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي: (يا غلام! سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك).
وقال صلى الله عليه وسلم: (من أطعمه الله طعاماً فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وارزقنا خيراً منه، ومن سقاه الله لبناً فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه؛ فإني لا أعلم ما يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن) .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرب إليه طعامه يقول: (بسم الله، وإذا فرغ من طعامه قال: اللهم أطعمت وأسقيت، وأغنيت وأقنيت، وهديت وأحييت، فلك الحمد على ما أعطيت).
وكان صلى الله عليه وسلم إذا أكل أو شرب قال: (الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغه وجعل له مخرجاً).
وكان إذا رفع مائدته قال: (الحمد لله كثيراً طيباً مباركاً فيه غير مكفي، ولا مودع، ولا مستغنى عنه ربنا).
ومعنى قوله (غير مكفي): أي غير مردود عليه إنعامه، ويحتمل أن يكون من الكفاء، أي: أن الله تعالى غير مكفي رزق عباده، أي: غير محتاج إلى أحد، لكنه هو الذي يطعم عباده ويكسيهم.
وقال صلى الله عليه وسلم: (من أكل طعاماً ثم قال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن لبس ثوباً فقال: الحمد لله الذي كساني هذا الثوب ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه) .
وكان صلى الله عليه وسلم إذا استجد ثوباً سماه باسمه، عمامة أو قميصاً أو رداءاً ثم يقول: (اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه، أسألك خيره وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له).
ورأى النبي صلى الله عليه وسلم على عمر قميصاً أبيض فقال: (ثوبك هذا غسيل أم جديد؟ قال: لا، بل غسيل، قال: إلبس جديداً، وعش حميداً، ومت شهيداً) .
وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال: (اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)، يريد ذكران الشياطين وإناثهم، أو كأنه يتعوذ من الشر أو من المعاصي والكفر.
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن هذه الحشوش محتضرة، فإذا دخلها أحدكم فليقل: بسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)، والحشوش: جمع حش، وهو الكنيف، أي: دورات المياه.
وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يمسكن أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول، ولا يتمسح من الخلاء بيمينه، ولا يتنفس في الإناء).
وكان صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الخلاء قال: (غفرانك) .
وكان صلى الله عليه وسلم يقول: (من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار) أي: من قال: لا إله إلا الله، والله أكبر، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا إله إلا الله له الملك وله الحمد، ولا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وكان صلى الله عليه وسلم إذا أتى مريضاً أو أتي به قال: (أذهب الباس، رب الناس، اشفِ وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً).
وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا جاء الرجل يعود مريضاً فليقل: اللهم اشفِ عبدك ينكي لك عدواً، أو يمشي لك إلى جنازة أو إلى صلاة).
وقال صلى الله عليه وسلم لمريض: (ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل: بسم الله ثلاثاً، وقل سبع مرات: أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر)، وفي رواية: (امسح بيمينك سبع مرات وقل: أعوذ بعزة الله وقدرته وسلطانه من شر ما أجد) .
وقال صلى الله عليه وسلم: (من عاد مريضاً لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرار أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، إلا عافاه الله من ذلك المرض).
وقال صلى الله عليه وسلم: (من رأى مبتلى فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يصبه ذلك البلاء).
وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا تثاوب أحدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع؛ فإن الشيطان يدخل).
وقال صلى الله عليه وسلم: (العطاس من الله والتثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه، وإذا قال: آه آه فإن الشيطان يضحك من جوفه، وإن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب، فإذا قال الرجل: آه آه إذا تثاءب فإن الشيطان يضحك في جوفه).
(وعطس رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: يرحمك الله، ثم عطس أخرى فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرجل مزكوم)، وفي رواية أنه قال له في الثالثة: (أنت مزكوم) .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى على جنازة يقول: (اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده) .
وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل من المسلمين فقال: (اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك وحبل جوارك، فقه من فتنة القبر وعذاب النار وأنت أهل الوفاء والحمد، اللهم فاغفر له وارحمه إنك أنت الغفور الرحيم).
قال السيوطي : ولا يقال في الصلاة على المرأة: أبدلها زوجاً خيراً من زوجها؛ لجواز أن تكون لزوجها في الجنة، فإن المرأة لا يمكن الاشتراك فيها والرجل يقبل ذلك.
قال البيهقي: التقط الإمام الشافعي من مجموع الأحاديث الواردة دعاءً ورتبه واستحبه، قال: يقول: اللهم هذا عبدك وابن عبدك خرج من روح الدنيا وسعتها ومحبوبها وأحبائه فيها إلى ظلمة القبر وما هو لاقيه، كان يشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمداً صلى الله عليه وسلم عبدك ورسولك، وأنت أعلم به، اللهم نزل بك وأنت خير منزول به، وأصبح فقيراً إلى رحمتك وأنت غني عن عذابه، وقد جئناك راغبين إليك شفعاء له، اللهم إن كان محسناً فزد في إحسانه، وإن كان مسيئاً فتجاوز عنه، ولقه برحمتك رضاك، وقه فتنة القبر وعذابه، وأفسح له في قبره، وجافِ الأرض عن جنبيه، ولقه برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين!
فإن كانت امرأة قال: اللهم هذه أمتك، ثم ينسق الكلام، ولو ذكرها على إرادة الشخص جاز، فإن كان الميت صبياً أو صبية اقتصر على حديث: (اللهم اغفر لحينا وميتنا ... إلخ) وضم إليه: اجعله فرطاً لأبويه وسلفاً وذخراً، وعظة واعتباراً وشفيعاً، وثقل به موازينه، وأفرغ الصبر على قلوبهما، ولا تفتنهما بعده، ولا تحرمهما أجره، والله أعلم.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر